· عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سيكون من بني أمية رجل أخنس بمصر ، يلي سلطانا ، يغلب على سلطانه أو ينتزع منه ، فيفر إلى الروم ، فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام ، فذلك أول الملاحم " .
1- إنه سيكون رجل من بني أمية بمصر يلي سلطانا : أحب هنا أن انوه لبعض النقاط لنتأمل و سأبدأ بنهاية الجملة لبدايتها فأقول :
أ- يلي سلطانا : أي انه يتولى الحكم إما هو ملك أو أمير أو سلطان أو رئيس و المهم انه الحاكم على اختلاف التسمية في كل بلد من البلدان .
ب- بمصر : إن المصر ليس بالضرورة أن يكون المعنى لها هو الدولة المصرية إنما في اللغة العربية كل قطر اسمه لغويا مصر و جمعه الأمصار
و في تفسير معاني القران للفراء : وقوله: {اهْبِطُواْ مِصْراً... } فإن شئت جعلت الألف التي في"مِصْرَا" ألفا يُوقَفُ عليها، فإذا وصلتَ لم تنوِّن, كما كتبوا "سَلاَسِلاً" و "قَوَارِيراً" بالألف، وأكثر القراء على ترك الإجراء فيهما. وإن شئت جعلت "مِصْرَ" غير المصر التي تُعرَف، يريد اهبطوا مِصراً من الأمْصار، فإن الذي سألتم لا يكون إلا في القُرَى والأمصار. والوجه الأوّل أحبّ إلىّ؛ لأنها في قراءة عبد الله "اهْبِطوا مِصْرَ" بغير ألف، وفى قراءة أُبَىًّ: "اهْبِطُوا فَإنّ لَكُمْ ما سَأَلْتُم واسْكُنُوا مِصْرَ"
في تفسير البغوي ( طيبة ) : { اهْبِطُوا مِصْرًا } يَعْنِي: فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا ذَلِكَ فَانْزِلُوا مِصْرًا مِنَ الْأَمْصَارِ أيضا من قوله تعالى (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ) نجد في بعض الكتابات كتبت (اهبطوا مِصْرَ ) و تكتب بألف أيضا ( مصرا ) و هذا يدل على أن كلمة مصر لا تعني دوما مصر فرعون فان الله كان اخرج بني إسرائيل من مصر و أنجاهم من فرعون أن أغرقه رب العالمين و هنا الله عز و علا لا يخاطبهم أن يهبطوا مصر فرعون فهو قد أنجاهم و أخرجهم منها إنما المقصد بلد أو قطر أو قرية فمصر تعني بلد و جمعها أمصار أي بلاد .
و ذكر في تفسير البغوي:وَقَالَ عَطَاءٌ:لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى عُمَرَ الْأَمْصَارَ أمَرَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَبْنُوا الْمَسَاجِدَ
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا أنس إن الناس يمصرون أمصارا فإن مصرا منها يقال له : البصرة فإن أنت مررت بها ........ إلى آخر الحديث ) نرى جليا مما تقدم أن كلمة مصر ليس معناها مقتصر على مصر الفراعنة .
ت- من بني أمية : كل متابع للحكام و أنسابهم و أصولهم يعلم علم اليقين و هو مشهور عند كل متابع و معروف أن آل الصباح حكام الكويت هم من بني أمية و هو كلام لا غبار عليه و هو مشهور عند العام و الخاص .
اعتقد الآن انه باتت جملته عليه الصلاة و السلام في الحديث الشريف (إنه سيكون رجل من بني أمية بمصر يلي سلطانا ) واضحة للجميع .
2- يغلب على سلطانه أو ينتزع منه : لنتمعن بكلام الرسول هنا جيدا و لنتأمل الحديث يقول الرسول صلى الله عليه و سلم يغلب على سلطانه أو ينزع منه و لم يقل صلوات الله عليه يسلب ملكه و لم يقل انه يخلع من حكمه بل قال صلوات الله عليه يغلب على سلطانه أو ينتزع منه و الواضح هنا أن هناك قوة اكبر تغلبه على ملكه و ليس ثورة أو سلب من الداخل و لنتأمل ما حدث عند غزو العراق للكويت فعلا غلب على سلطانه و انتزع منه بقوة لا طاقة له بها .
3- فيفر إلى الروم ، فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام : ماذا حدث بعد غزو العراق للكويت ؟؟ نعم لقد فر حاكم الكويت الأموي و استنجد بأميركا و أتت إلى بلاد المسلمين تقتل و تسفك و تنهب و تضرب و قد استوطنت أعظم أرض من أراضي الإسلام و هذه كانت الحالة الأولى من نوعها التي حدثت في الأمة الإسلامية .
4- فذلك أول الملاحم : إن الرسول ينبئنا أن هذه الحادثة ستكون أول الملاحم و منها نعلم أن أول الملاحم مضت إذا منذ عشرين عاما لان كل ما سلف من الحديث الشريف حدث في عام 1990 , ( إن هو إلا وحي يوحى ) .
يتبع إن شاء الله