7– الانخداع بأفكار الغرب : تغلغلت بين صفوف المسلمين أفكار دخيلة حتى صارت جزء من بيوتنا و أعمالنا و تشرّبتها الكثير من العقول و بات بين الأمة من يحمل لواء هذه الأفكار و يذود عنها و يدافع و ينافح إما تحت قناع التحضر و التقدم و إما تحت شعارات أخرى واهية كل غرضها محي و تنكيس أعلام و شعائر العقيدة و الدين القويم حتى كثر أصحاب هذه الأفكار إما مقتنع ضائع غرته القشور الزائلة و عمي عن فهم مغزاها و إما منافق خائن و حتى غدا من لم يتأثر بالأفكار كلها تأثر بالبعض منها و اختلطت بواقعنا حتى أن منها ما بات يعتبر من صلب عاداتنا و أعرافنا و الغاية الأولى و الأخيرة لأصحاب هذه الأفكار إدخالها إلى عباداتنا لا إلى عاداتنا و إبدالها بما أُنزل علينا من الله تعالى وعن حذيفة رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن و علموا من السنة ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا و ليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ! حتى يقال للرجل : ما أجلده ؟ ما أظرفه ؟ ما أعقله ؟ و ما في قلبه حبة خردل من إيمان ) .
فلننظر إلى حال الأمة اليوم إلى اللفظ إلى الخطاب إلى اسلوب الضيافة إلى العمل ... و الكثير من اسلوب معيشتنا ... ماذا نرى ؟ نرى عادات عربية نسخت و عادات غربية أدخلت ... محاولة لقلب جوهر الحياة المسلمة بشكل أو بآخر و يحمل لوائها ما أجلده ؟ ما أظرفه ؟ ما أعقله ؟ بدلا من ما اتقاه و ما افقهه و ما أورعه , و لا حول و لا قوة إلا بالله .
8– التربية : كلنا يعلم أن تنشئة الأجيال هي أسمى غايات الشعوب و قد اهتم الإسلام و رسوله صلى الله عليه و سلم بتربية الجيل المسلم و تقويمه ليكون جيلا قويا متينا يسير على الحق فلا يتراجع و كانت الطامة الكبرى التي كسرت ظهر هذه الأمة و جعلتها في الهوان قلة المعلمين ... إن المعلمين الذين نحتاجهم ليسوا معلمي المدارس و المناهج التعليمية التي تغص بها دولنا لا يا إخوتي فان هؤلاء المعلمين يحتاجون إلى معلمين إنما نقصد معلمي المنهج , معلمي الأخلاق , معلمي الشريعة الصادقين العارفين فقد بات ممكن أن تجد صادقا لكن ستجد علمه قليل جدا غير قادر على إصلاح شيء و قد تجد من لديه علم لكنه كمنهج تراه متخبطاً لا يدر من أين يبدأ و لا أين ينتهي عدا عن الحرب الشرسة لمثل هؤلاء المعلمين فإما إسكاتهم أو تصفيتهم أو إيداعهم السجون و كم انقلب معلم صادق و داعية صادق إلى منهج الافتراء و التدليس بعد أن أودع بالسجن و تم غسل دماغه أو رغب بغسل دماغه كي يخرج من زنزانته فلا يعود إليها ... نحن بحاجه في هذا الزمن إلى معلمين صادقين متمسكين لا يهزهم السجن و لا يرهبهم الموت يقولون الحق مهما كان الثمن و علينا أن نعلم أن هناك الكثير ممن يقول لا اله إلا الله إنما هناك لا اله إلا الله تملأ الجيوب و تنفخ البطون و تشرى بها الرفاهية و هناك لا اله إلا الله تودع السجون و تقطع الرقاب و تبذل لأجلها الدماء واليوم الأمة أحوج ما تكون إلى لا اله إلا الله التي تبذل لأجلها الدماء
انتهينا من سرد اسباب الواقع الذي تحياه الامة و كان كل الفصول السابقة مقدمة ليس إلا و الان سنبدأ البحث فتابعوا معي اخوتي
الان لندخل البحث :
يتبع ان شاء الله
