· حدثنا محمد بن الحارث ، قال : أبو علقمة حليف في بني هاشم ، فتتابعت إليه أنا وعلي الأزدي قال : سمعت أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والشح ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ، وتظهر ثياب كأفواج السحر ، يلبسها نساء كاسيات عاريات ، ويعلو التحوت الوعول " (قالوا) : أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ورب الكعبة
و هنا الوحي ينطق على لسانه صلى الله عليه و سلم لينبئنا بأحوال الناس قبيل الساعة بقليل و يعلمنا أن تلك الأحوال من الأشراط التي سوف نراها ...
1- يظهر الفحش والشح : لم يمر على هذه الأمة إطلاقا زمن كانت فيه الفواحش مشهورة معلنة واضحة كما في زمننا هذا و الناظر نظرة عابرة يمكنه أن يرى بوضوح دون أي تعب كيف ظهرت الفحشاء ولا يخفى على عاقل كيف عادت بعض الناس إلى زمن الجاهلية الأولى فنرى اليوم من يتباهى بشربه للخمر و قد البسوها أسماء شتى و آخر يتباهى بمعرفته بالكثير من النساء ... يعصون الله سعداء و قد اظهروا المعاصي و جهروا بها بل و باتت أماكن الفواحش مشهورة و لها أبنية معروفة يؤمها كل جاهل و فاسق من شتى الأصقاع و أما عن الشح فكلنا يعلم أن العرب كانوا دائما أهل الكرم و الجود و هي من شيمهم حتى الفقير منهم ما كان يتوانى عن العطاء بحسب قدرته إنما اليوم ترى الناس دوما تشكوا القلة و الفقر مع أن اغلبهم لو نظرت إليه لوجدته يمتلك الكثير من رفاه الدنيا الزائف إنما ظهر شح النفوس و لا حول و لا قوة إلا بالله .
2- ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين : اليوم يعيش المسلمون حالة من الضياع حالة من الحيرة حتى لم يعد معلوما لعامة الأمة من هو الصادق و من هو الكاذب و بات الإعلام أكبر وسائل الإقناع و هو أكبر وسائل الدجل و الافتراء حتى أصبحت الغالبية الكبرى كأشباح مجمدة أمام شاشات التلفزيون يتابعون الفضائيات و القنوات الإخبارية و الدينية و الترفيهية مصدقين اغلب ما تبثه تلك القنوات و التي ما وجدت إلا لتقنعنا بغير الحق و ما هي إلا أداة بيد الشر لتلبس لنا الباطل بلباس الحق و لترينا فقط ما يرغبون أن نراه و أضحى من لا يمتلك تلك الوسيلة القذرة مكذب مذموم لأن صوته غير مسموع فقد فتحت الأبواق الإعلامية على أعلى وتيرة تذم لنا الحق و أهله و تلبس لباس الحق و التقوى لأهل الدجل و النفاق و أما عن الأمانة فقد باتت الناس تأتمن الذئب على أغنامها و هو عليها غادر و كثرت الأمثال و يطول الحديث عن هذا الأمر فمن ائتمان البلاد لشرور الناس الذين يحكمونها و إطاعتهم العمياء لهبل و لات العصر (أميركا و إسرائيل ) إلى إقناع الناس بأن أكثر مكان آمن لأموالنا هو البنوك تلك المقرات التي خصصت للربا, خصصت لإذهاب بركة الله من المال, خصصت لتلويث المال و إغضاب الرحمن , صدقوني لا اعرف ما أعد لكم و أحصي هنا و إن نظرتم فستجدون هذا بأغلب أمور الحياة, اليوم يؤتمن الخائن و يخون الأمين.. إخوتي إننا نأتمن الخائن على أفكارنا و معارفنا (القنوات) نأتمن الخائن على بلادنا و مقدساتنا (الحكم) نأتمن الخائن على أموالنا (بنوك الربا) و ما هذا إلا غيض من فيض فلا ننسى أننا أيضا" نأتمن المدارس على أعراضنا و أبنائنا و ما العلم فيها إلا بغير طاعة الله و لا ينادى في منابرها إلا لطواغيت مجهولين و أفكار مسمومة و لا حول و لا قوة إلا بالله .
3- وتظهر ثياب كأفواج السحر ، يلبسها نساء كاسيات عاريات : مع أننا مررنا على مثل هذا في الحديث الشريف السابق لكن أحب أن لا يفوتني أن أقول أيها الناس اتقوا الله يا فتاة الإسلام كفي عن لبس البنطال و كفاك افتراءا على ربك أنتي .. أنتي ... لا احد سواك أنتي الكاسية العارية يا صاحبة البنطال اعلمي انه أنتي و اعلمي أنكي في النار إن لم تنتهي و احذري فان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في حديث صحيح (فإن أكثركن حطب جهنم ) و اعلمي ان الرسول من ألف و أربعمائة وواحد و ثلاثون عاما ينظر إليك مباشرة و يقول لن تجدي ريح الجنة و اعلمي حبيبتي انك مهما قمتي بشعائر الإسلام و مهما فعلتي من خيرات و أنتي على نفس النهج و اللباس فان تقوى الله لم يتشربها قلبك و كلمات الرسول هي النافذة و عملك هو المحبط و قد قال تعالى (أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا) أي انتم في الحياة الدنيا بأيديكم أزلتم الفعل الطيب الذي عملتموه فيا منشئة الأجيال صدقيني إن الكلام عنك و اعلمي أنه إن كان غيرك أسوء فليس المعنى أنك أنتي أفضل , ليس من الرائع أن نكون أفضل الأغبياء و ليس من الجيد أن نكون أقل المجرمين إجراما إن الله من خلقك و سواك و نبيك و رسولك ناظر لكي قال تعالى ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) فماذا سيكون جوابك لربك في يوم الحساب ؟ يا أختي يا درة الإسلام أنتي وحدك القادرة على تغيير هذه الحال إن تلك النبوءة تصيبك في الصميم فلا تظني النجاة أبدا و لا تكوني أنتي الجمرة التي تحرق بيوت الناس .
4- ويعلو التحوت الوعول : و سئل عبد الله بن مسعود عن معنى ( يعلو التحوت الوعول ) فقال هم أهل البيوتات الغامضة ، يرفعون فوق صالحيهم وأهل البيوتات الصالحة .
فلنتأمل حالنا و لننظر بشيء من العقلانية إلى واقعنا إن أهل الدنيا علو على أهل الدين و أهل الفساد و الإفساد غدا صوتهم هو المسموع و كسب الجولة اليوم حزب الضلال و الفسق على أهل الصلاح و الخير حتى بات غامضا علينا من يؤيد من و من ضد من و ما هو جلي لكل ذي لب أن كل فاسق مارق مع أي فاسق ما رق في الكون و الكل ضد الإسلام و رسالته و لا حول و لا قوة إلا بالله .
