· حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ... قال : سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن وأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس,فقال قائل : وما فتنة الأحلاس ؟ قال : " هرب و حرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني و ليس مني و إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل: انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده "
1- فتنة الأحلاس : يصفها الرسول الكريم بأنها هرب و حرب و الله اعلم بها فإننا في بلادنا العربية كثرت أحداث الحروب و كثرت أحداث المشاكل فينا و بيننا و هوجمنا كثيرا و احتللنا و تحررنا و كثر تعداد الحروب و لا حول و لا قوة إلا بالله .
2- ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني و ليس مني و إنما أوليائي المتقون : السراء فتنة يخبرنا عنها الرسول الأعظم بان خروجها من خلال رجل ينسب إلى الرسول و يدعي انه منه و الرسول من ألف و أربعمائة وواحد و ثلاثون عام يتبرأ منه و لننظر و نتأمل كيف أن صدام حسين ينسب للأشراف من بيت رسول الله و كم كان يعلن انه من سلالته صلى الله عليه و سلم و لنتأمل الأحداث جيدا مع شخصية الرئيس صدام حسين ( رحمه الله ) لقد عاش حياة كلها حروب و قتال و حصار و قتل و سقطت العراق في 2003 و رحل بعد أن اعدم رحمه الله و صار عند رب العالمين و بعض النظر عن الجدال الحاصل بين الناس هل صدام حسين رحمه الله جيد أو سيء إننا هنا لا نقيم الرجل و قد توفاه الله و هو عند غفور رحيم إن شاء عذبه و إن شاء غفر له إنما لننظر بعين واقعية فإننا نجد أن الرئيس صدام حسين رحمه الله لم يكن من المتقين ( و لا نقول انه كان من المجرمين فعلمه عند الله و هو المطلع على سرائر القلوب و ما قولنا إلا ما هو ظاهر لنا ) و الله اعلم .
3- ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع : يشبه لنا الرسول صلى الله عليه و سلم الرجل الذي سيصطلح الناس عليه بأنه كورك على ضلع أي لا ثبات له و لا رأي و لا يمكنه فعل شيء و انه أساسا مأمور و قد تقبل العرب كلهم بما فيهم العراق برئيس الجمهورية العراقي أيا" كان و بعض النظر من هو إنما هو رئيس كورك على ضلع محكوم و بدون رأي و لا ثبات له في ظل قبوع الاحتلال في بلده و تحكمهم بزمام الأمور .
4- ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل : انقضت تمادت :
المراد بالدهيماء الداهية ومن أسماء الداهية الدهيم زعموا أن الدهيم اسم ناقة غزا عليها سبعة إخوة متعاقبين فقتلوا عن آخرهم وحملوا عليها حتى رجعت بهم فصارت مثلا في كل داهية لا تدع أي لا تترك تلك الفتنة أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة أي أصابته بمحنة ومسته ببلية والمراد أن أثر تلك الفتنة يعم الناس ويصل لكل أحد من ضررها فإذا قيل انقضت أي فمهما توهموا أن تلك الفتنة انتهت تمادت أي بلغت المدى بأن تزداد و تعلو و هنا لو نظرنا حاليا إلى الواقع الذي نحياه و لنتأمل هل يمكننا إيجاد ( إلا من رحم ربي ) من هو غير تعب أو وجل أو منهك أو حيران ؟؟ و الحقيقة أن سببها البعد عن الله و قلة الإيمان الحق و عدم تقوى الله حق تقاته و عدم تقدير الله حق قدره قال عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
5- يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه : و لن أتطرق لشرح هذا النص لأنه واضح و مفهوم للجميع و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث صحيح آخر : " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " و كم نجد في أيامنا هذه شخصا نراه من المؤمنين ثم ما يلبث أن يرجع عن إيمانه إلى الضلالة و الكفر و لننظر في واقعنا سنجد فئة قليلة متمسكة بدينها و فئة كبيرة هاجمتها البدع والضلالات و أدخلوا بالدين الإسلامي ما ليس منه بشيء حتى تركوا بعض ما فرض عليهم و تمسكوا ببعض ... هذا و إن التمسك ببعض الفرائض و هدم غيره ليس من الله بشيء و يكون المسلم قد ابتعد عن كونه من الفسطاط المؤمن الذي لا نفاق فيه لان الإسلام بنيانه واحد لا يجزأ .
6- فانتظروا الدجال من يومه أو غده : أي أن موعد خروجه ليس ببعيد و هذا ما سيرد إن شاء الله لاحقا بسرد عن أمور الدجال مثبت بالأدلة .
يتبع ان شاء الله ....