يقول البعض اليوم ان المعصية بجهالة لا تحتسب على مرتكبها حتى يعلم و يتغاضون عن ان المصيعة بجهالة قد لا تحتسب فعلا انما وقع مرتكبها بمعصية اكبر و هي جهله فان عدم العلم للمسلم معصية اكبر من فعل الخطأ بجهالة و قد قال الله :
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) و التوبة من قريب لا تات الا ان يكون من فعل السيئة تعلم أو سأل من يعلم لتعلم منه فقد قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) أي اسألوهم لتتعلموا منهم و ليس كما يحصل اليوم يسألون ليضعوا الافتاء في غيرهم و ليكون لو اخطا ( كما يشاع و هو كلام فارغ ) في رقبه غيره و قد قال تعالى (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) ربما هنا يكون حمّل فعلا من أفتى وزراً (إن كانت فتواه خطأ ) إنما بالمقابل وقع في معصية الجهالة و لم يقل رب العالمين ان من ضل من الافتاء فقد رفع عنه الذنب و يحاول البعض ان يبقوا عليها بحجة أن يكون هناك من يحمل عنهم انما هذا لا يجنبهم ابدا تحمل الإثم فقد قال تعالى (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)ان ما يفكر به البعض من هروب لا يمكن ان يحصل و استعرض لكم هنا بعضاً من فتوى أئمة راسخين في العلم إن شاء الله
قول الإمام أبي محمدبن حزم رحمه الله :
"ومن بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه له أمراً منالحكم مجملاً أو لم يبلغه نصه، ففرض عليه اجهاد نفسه في طلب ذلك الأمر، وإلا فهوعاص لله عزوجل. قال الله تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (الفصل 106/4)
- قول الإمام ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد بعد سياقه حديث ابنعباس في الرجل الذي جهل تحريم الخمر :
" وفي هذا الحديث دليل على أن الإثم مرفوععمن لم يعلم، قال الله عز وجل : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَرَسُولاً } ،ومن امكنه التعلم ولم يتعلم أثموالله أعلم ". (التمهيد 140/4)
- قول أبي حامد الغزالي رحمه الله :
"والمقصـود أن مـن قَصَد الخيـربمعصيـة عن جهـلفهـو غيـر معـذور إلا إذا كان قريب العهد بالإسلام ولم يجد بعدمهلة للتعلم، وقد قال الله سبحانه "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون(إحياء علوم الدين 389/4(
قول القاضي شهاب الدين القرافي رحمه الله فيفروقه :
وقال أيضا "القاعدة الشرعية دلـتعلى أنكـل جهـل يمكـن المكلف دفعـه لايكون حجة للجاهل، فإن الله تعالى بعثرسله إلى خلقه برسائله وأوجب عليهم كافة أن يَعْلموها ثم يعملوا بها، فالعلم والعملبها واجبان، فمن ترك التعلم والعمل وبقي جاهلا فقد عصى معصيتين لتركه واجبين، وإنعلم ولم يعمل فقد عصى معصية واحدة بترك العمل، ومن علم وعمل فقد نجا" ("الفروق 264/4 )
- قول شيخالإسلام ابن تيمية رحمه الله، و كلامه في هذا مما يصعب حصره :
"فأما من تعمدتحريف الكتاب لفظه أو معناه، أو عرف ماجاء به الرسول فعانده فهذا مستحــقللعقـــاب،وكذلك من فــرط في طلـــب الحـــق واتباعه متبعاً لهواه مشتغلاً عنذلك بدنياه " (الجواب الصحيح 310/1 ) ساوى شيخ الاسلام في تحريف الكتاب و الانشغال بالدنيا
أتمنى من كل الاخوة و الاخوات ان يعلموا هذا جيدا