كثيرا من العلامات تعترض طريقنا رغما عنا
فتعانق أحلامنا تارة وتمزقها أشلاء تارات
ونقف أمامها وقد كبلتنا الحيرة وقد غصنا
فى أعماق الدهشة لماذا نجدنا دائما على أعتابها؟!
ولا نستطيع الفرار منها لانها قدرنا ولا مناص لنا منها
وأول العلامات التى ترتسم امامنا ولا ترحمنا مطلقا
علامة الاستفهام ؟؟
عندما نصادف أناس فى الحياة نميل لهم وتعانق أحلامنا
أحلامهم ونرى المستقبل أجمل بصحبتهم ونقتنص الأمل
الذى طالما فر منا هاربا تحت وطأة الظروف والكروب
تجدهم بعد ما أمسكنا السعادة بأيدينا بنبراس وجودهم
قد زال فجرهم من حياتك وغربت شمس محياهم وتلاشت
ونرجع مرة أخرى لظلام اليأس ونتجرع مرارة الفراق
وتتسرب الوحدة الى النفوس من جديد ويغرقنا طوفان
من علامات الاستفهام
لماذا بزغ نورهم فى حياتنا فجأة؟؟
ولماذا سطع حبهم فى القلوب المظلمة؟؟
ولماذا يرحلون بعد أن رسونا معهم على شاطئ الحياة؟؟
ولماذا لم ترحل الروح بفراقهم لانها فقدت من أعادها للحياة ؟؟
وهل بعد رحيلهم يفتحون نافذة الماضى ليستنشقوا عبير ذكرياتنا؟؟
هنا تفرض علامة الاستفهام وجودها وتأبى أن ترحل عن دربنا
ونقف أمامها وقد لجم الصمت ألستنا واندثرت الاجابات فى غياهب الفراق
علامة التعجب
عندما يسوق لك القدر انسان قد وهب حياته لاسعادك
وزرع البسمات على شفاهك الجدباء وروى ظمأ النفس
للصحبة الطيبة ووثق العهود معك على محاربة أحزانك
وأمطر على صحراء قلبك الحب الدافئ المنسدل من سحابات الوفاء
يقتلع من حياته أشواك النفاق من أجل ألا تؤذيك فتشعر بالألم
يجرف قلبه من علاقات انتهت بوجودك فى حياته ويطهر نفسه
لتشرب من صفائها فترتوى بعذوبتها كى لا تظمأ ابدا
هنا تفرض علامة التعجب نفسها معانقة لعلامة الاستفهام
ترى هل استحقت نفسك كل هذا الوفاء ؟!!
هل وهبته نعمة لذلك يقدم لك الصداقة الصادقة قربانا ؟!!
هل سيظل فى معبد صداقتك أم أنه سيسأم ويرحل رغم الرجاء؟؟!!
أن ماسة مثله لا تجدها الا بعد بذل العناءوالتنقيب فى أعماق الاف الناس
فتفرض علامة التعجب نفسها ونقول أمثله ملاك بين الناس !!
والطيبة والوفاء والاخلاص زاده بل يمطرها على باقة الاصحاب!!
الفاصلة
فى حياتنا أناس خلقنا من أجلهم فقط ولا يستطيعون أن يستغنوا
عن وجودنا فى حياتهم لاننا مبعث سعادتهم ولابد أن نكون نبراس
دربهم ليهتدوا الى المستقبل ويقطفوا ثمارأهدافهم وينعموا بزرعنا للصبر
فى حياتهم فينمو عودهم اللين ويقوى للتصدى لرياح المحن وعواصف
العقبات التى تعترض طريقهم وقد سلحنا نفوسهم بالأمل فى عون الله
وان ظلام المحن مهما طال لابد أن ينقشع بشمس الرضا بما قسمه الله
فتجدنا مهما اعطيناهم ترتسم الفاصلة أمامنا لنعطى ونعطى ولا نمل
من العطاء حتى ينهلوا من نبعه فيكون زادهم فى مواصلة الحياة
وعندما يصلوا الى بر الامان نجد ان الفاصلة لا تفارقنا أيضا
فتدفعنا الى مزيد من الامنيات لهم بالسعادة التى تضئ دربهم
النقطة
عندما تحب أناسا وتقتنص السعادة من الزمان لتزين بها قلوبهم
وتشعل روحك كى تضئ لهم وإن بعد دربهم وتغمر ذاتك كى تعلو ذاتهم
وتحطم اى عقبة تعترض طموحاتهم وتدخرالفكر لهم قبل ان تفكر فى نفسك
وتقطف أزهار المحبة كى تضعها وساما على صدورهم
تجدهم فى المقابل قد تناسوا من عاش لاجلهم وحطموا جسورمودتك لهم
وذبلت زهور محبتك فى قلوبهم واقتلعوا كيانك الذى طالما اقام صلبهم
وقتها تنظر اليهم وقد حملت أشلاء عطفك عليهم وانبهارك بشخصهم
وتضع نقطة فى اخر سطر لهم فى حياتك مخلفا وراء ظهرك جحودهم
لتبدأ سطرا جديدا فى حياتك قد خلا من هواجس ذاكراهم وخربشات وجودهم
قد تكون مرت عليك هذه العلامات وقد تمر أكثر منها فى حياتنا
لا نملك أن نبعدها عن طريقنا ولا أن نتجنب المرور بها
ولكن نستمر معها لمواصلة حياتنا لانها لا تستقيم الا بها رغما عننا