Dr.HAKIM عضو جديد
عدد المساهمات : 9 السٌّمعَة : 0 أعلانات المنتدى : . :
| موضوع: انت انت الله الثلاثاء 29 يونيو 2010, 6:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أنت أنت الله
إذا ما اتجه الفكر في السماوات حيث انتشرت النجوم فى الليل، وإذا ما كل البصر فيما لانهاية له من الآفاق المظلمة، وإذا ما خشعت النفس من رهبة السكون، فإنك تشرف بنور وجهك الكريم من خلال هذه الآفاق ونسمع صوتك فى ذلك السكون، وتمس بعظمتك النفس الخاشعة المطمئنة، وحينئذ تبدو الآفاق المظلمة كأنها باسمة مشرقة، ويتحول السكون إلى نبرات مطربة تنبعث من كل صوب، وحينئذ تتغنـــى النفس الخاشعة لتقول .............
أنت أنت الله واذا ماكان المتأمل على البحر الخضم، وأرسل الطرف بعيدا بعيدا، حيث تختلط زرقة السماء بزرقة الماء، وحيث تنحدر شمس الأصيل رويدا رويدا، لتغيب في هذا المتسع الملح الأجاج، وحيث تتهادى الفلك ذات الشراع الأبيض فى حدود الأفق الملون بألوان الشفق، كـأنها طائر يسبح فى النعيم - إذ ذاك يشعر المتأمل بعظمة دون عظمة البحر الواسع، وإذ ذاك تقر العين باطمئنان الفلك الجارى على أديم الماء الممهد، وفى رعاية الله الصمد، حيث تكون مظهر العظمة، وحيث تطمئن النفس لرؤية ماتطمئن اليه فــى منظر جميل, إذ ذاك يدق الفؤاد بدقات صداها فى النفس.........
أنت أنت الله واذا ماانطلقت السفينة بعيدا بعيدا فى البحر اللجي، وهبت الزوابع، وتسابقت الرياح، وتلبد بالسحب الفضاء، واكفهر وجه السماء، وأبرق البرق، وأرعد الرعد، وكانت ظلمات بعضها فوق بعض، ولعبت بالسفينة الأمواج، وأجهد البحار جهده، وأفرغ الرهبان حيلته، وأشرفت السفينة على الغرق، وتربص الموت من كل صوب ومكان - إذ ذاك يشق ضياؤك هذه الظلمات والمسالك، وتحيط رأفتك بهذه الأخطار والمهالك، وتصل بحبال نجدتك المكروبين البائسين، وإذ ذاك يردد القلب واللسان.....................
أنت أنت الله وإذا ما اشتد السقم بمن ***طت به عناية الأطباء، وسهر الأوفياء، ونام بين أمال المخلصين ودعوات المحبين، ثم ضعفت حيلة الطبيب، ولم ينفع وفاء الحبيب، واستحال الرجاء إلى بلاء - إذ ذاك تتجلى مستويا على عرش عظمتك، والنواصي خاشعة، والنفوس جازعة، والأيدي راجفة، والقلوب واجفة لتقول أنـــــــا قضيت،ويقول الطبيب والقريب والحبيب لك الأمر.........
أنت أنت الله وإذا ما باين الدنيا إنسان وباينته، إذ ينظر إلى المال فيلقاه فانيا، وإلى الجاه فيلقاه ذاويا، وإلى الأماني فيلقاها زائلة، وإلى الآمال فيجدها باطلة وإلى الشهوات فيلقاها خادعة كاذبة، وإلى المسرات فيجدها أفلة غاربة إذ ذاك يستغنى عن الجاه والمال، وتشل في نفسه حركة الآمال، وبين جاه يدول وأمل يزول، لا يملأ فراغ النفس إلا ذكرك .............
أنت أنت الله واذا ماوقعت العين على زهرة تتفتق فى الأكمام، أو تلاقت العين بعين يملؤها الحسن والابتسام، وإذا ما أعجب المعجبون بجمال الفجر المتنفس، وتغريد الطير المتربص، وعاود الصدر انشر***، وملأ القلب ارتي***، إذ ذاك يشرق فى قلوبنا نورك الجميل فنراك ونقول ......
أنت أنت الله فيما يمس النفس من مظاهر العظمة، ومظاهر الوسعة، ومظاهر الرحمة، ومظاهر القدرة والقضاء ,ومظاهر الدوام والبقاء، ومظاهر الجمال والجلال اعتاد الناس أن يصفوك بالعظيم، والواسع والرحيم، والقادر والدائم، والجميل والجليل، وأوتار القلوب تردد...............................
..... أنت أنت الله حكيم. | |
|