إنّ إنتساب الطفل إلى المدرسة في سن مبكرة يساعده على تطوير قدراته الذهنية التي خضعت للتدريب والتأهيل في العام الأول من عمره وفي مرحلة إلتحاقه بالحضانة، ما فعل من قدرته على استيعاب العلوم بكل يسر، صاحبه رغبة جامحة نحو تحصيل المزيد دون تراجع. ورغم تمكنه من الإنجاز بتفوق، ينبغي الإطلاع على أمور أخرى وهي بروز منافس له، ما يضع الأم في موقف عليها التصرف بحكمة حياله، فحين يبرز المنافس له عليها تحديد ما إذا كان الطفل يملك الاستعداد لهذه المنافسة وتحديد قدراته الذهنية ومقارنتها مع قدرات الطفل الآخر، حتى يتمكّن من تجاوز المرحلة ولديه مخزون من المعلومات، وهذا يبدأ من توفير مستلزمات التحصيل، من حب المطالعة وضرورة المحافظة على ديمومتها واستمراريتها، وبهذا سوف يعزز على المدى البعيد من قدراته الذهنية، ويقوي ذاكرته، ويحفزه على اكتساب أسلوب تعلم نشط مصحوب بسرعة بديهة فاعلة في حل التعقيدات التي تصادف إنجازاته.
وهنا لابدّ من تحمليه جزء من المسؤولية تجاه الإتكال على الذات والتصميم في الوصول حتى النهاية، وكلما تجاوب بشكل أفضل كلما لزم مكافأته سواء بالثناء اللفظي أو في تقديم المنح المادية، أو السماح له بزيارة الجيران ومشاهدة التلفاز والتنزه في البراري مع الرفاق في رحلة علمية قد تساعد في تحصيل علومه، بناء على ما تقدِّمه الطبيعة من علوم طبيعية عن النباتات والحشرات والحيوانات لربما كان توجه الطفل علمياً في تحصيل العلوم الجامعية، إنّ التبدل والخروج من الروتين المدرسي الممل أحياناً سوف يساعده على الخروج من الرتابة والقلق الذي قد يضعه في دائرة التشتت وعدم التركيز في تحصيل العلوم، نتيجة الإحباطات في قدراته الذهنية التي لا يعيد توازنها سوى الخروج إلى مكان هادىء يحرك المخيلة، ويساعده على الاسترخاء والتأمل بمعنى أن يقسم الوقت، ساعات منه للدراسة وساعات للتسلية والاستماع للموسيقى التي تسمو بالنفس وتؤمن لها الراحة المرجوة ما يؤثر إيجاباً على صفائه الذهني.
وهذا يتطلب وضع برنامجاً مدروساً قائماً على التعاون المشترك الذي يشبع رغباته الذاتية من خلال النشاطات دون أن يؤثر على إنجازاته وتحصيل علومه بتفوق وإمتياز، وبالتعاون مع المدرسة لتبادل الأفكار مع المرشدين حول آلية إيجابية تضع الحلول لكل الصعوبات التي يواجهها الطفل في مسيرته نحو التحصيل العلمي.