[size=25][b]مرحبآآآ
حنان المرأة وعبر
العصور كان ومازال الشيء المهم لدى الرجل. طبعا هو يخرجه من عزلته وله
تأثير كبير على نشاطه وحيويته. فتأكد اخي ان كلاهما يحتاج الى حنان الاخر
وليس الرجل فقط. إن الحنان بالنسبة لهما شحنة تجعل منهما إنسانا نشيطا يرى
الدنيا بعين ثانية.
الواقع يقول إن رقة عواطف المرأة
وحنانها تملك قلب الرجل وتجعله يعرف الحب.. وأكثر الرجال منطق الحال عندهم
أن رقة عواطف المرأة هي التي تجعلهم يتعلقون بها دائما.. أكثر من
جمالها.. فامرأة جميلة جداً.. على سبيل المثال.. ولكنها قاسية العواطف..
غليظة الحس.. وهن موجودات.. لا يمكن أن يحبها الرجل بمعنى الحب.. أو يطيل
معها المعايشة.. أو يحس بأنوثتها. الأنوثة أكثر من جمال..
ولكن المرأة ذات العواطف الرقيقة..
الشفافة.. الرفافة.. تسعد الرجل.. وتشعره بأنوثتها.. وتجعله يقع في حبها
على ذقنه.. ولا يمل من عشرتها.. بل يشتاق لها على طول.. ويرتاح لمحضرها..
ويفقدها حين تغيب.. ولو كانت عادية الملامح.. وجمالها بين بين.. فالعواطف
جمال.. والأنوثة عواطف.
ومن الصعب أن نفصّل في رقة عواطف
المرأة.. فهي أشياء تعاش ولا تقال.. تُحس ولا توصف.. هي (كالجو) الرقيق من
حولك ترتاح فيه.. وله.. وإن لم تستطع وصفه..لسان الحال أبلغ من لسان
المقال!
ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه!
وإذا لم نستطع الغوص في عواطف المرأة الرقيقة فلا بأس من الحديث عن
مظاهرها..
(الفرح)
يروى أن مصعب بن الزبير جاء إلى
زوجته عائشة بنت طلحة.. وكانت من أجمل نساء العرب.. جاء وهي نائمة صباحا
فقد كانت نؤوم الضحى.. وكان فرحاً بالهدية التي يحملها لها.. ولا يلام..
فقد كانت الهدية عقداً ثميناً كبيراً من الدرر والألماس.. ثميناً يساوي
نصف مليون بسعر اليوم.. كان مصعب قد خرج ذلك اليوم بعد صلاة الفجر لاقتسام
غنائم أفاء الله بها من فتح تم.. وقد اختار ـ وهو الأميرـ أن يكون هذا
العقد البديع هو نصيبه الوحيد الذي يكتفي به!.. كان مذهولاً به مدهوشاً
يريده هدية مفاجئة لزوجته الجميلة عائشة!
لهذا فبمجرد أن أخذ العقد المدهش
النادر ترك كل شيء وغادر قصر الإمارة مسرعاً إلى زوجته فرحاً كطفل ينتظر
أجمل رد فعل!
أيقظ المرأة الجميلة من نومتها ورمى
في حجرها عقده المذهل الفريد وقال:
هدية!.. هدية يا حبيبتي!
فقالت وهي تنظر إلى العقد وتتثاءب:
ـ نومتي أحب ألي من هذه الجواهر!!
فقال غير مصدق:
ـ انه بمائة ألف دينار!
قالت بتثاقل:
ـ ولو..!!
فهذه المرأة مثال لغلاطة الحس وتحجر
العاطفة!!
ذهبت فيهما إلى أبعد مدى..! وليس من
الضروري ألا تفرح المرأة بهدية كبيرة من زوجها لتكون غليظة الحس فظة
الشعور.. يكفي ألا تظهر الجذل والفرح لهدية صغيرة من زوجها..!! قيمة
الهدية من مهديها.. رمز الهدية هو الاهتمام.. وكل امرأة تنشد الاهتمام..
وحدها المرأة الرقيقة تهب رجلها الاهتمام التام أيضاً كما أنها كغيرها
تريد الاهتمام.. وتعبير الفرح الذي تنطق به أساريرها إذا قدم لها زوجها
شيئاً أو قال لها كلاماً جميلاً هو قمة الاهتمام..وهو الرقة الأنثوية التي
تشف عن روح حلوة.. إن الجمود والثقل والبلادة أشد على الرجل من حمل
الحجارة.. إن هناك فرقا بين الثقل والدلال.. والمرأة الموهوبة تدرك ذلك
الفرق تمارس الغنج والدلال ولكنها لا تصل أبداً إلى الخط الأحمر الفاصل
بينهما وبين الثقل الممقوت!
الدلال محبوب مرغوب..
والثقل مكروه ممقوت..
الدلال عاطفة رفافة رقيقة فيها من
الإقبال أكثر من التمنع..
والثقل ليس مجرد تمن.. بل هو بلادة
وله من اسمه أوفى نصيب.
الدلال الجميل هو ألذ أنواع
الإقبال.
إذن فإن فرح المرأة أمام زوجها بكل
ما يقدمه لها.. وبأي نبأ سار يزفه إليها.. وبمفاجأته الصغيرة.. وهداياه
اليسيرة.. وكلمته الحلوة.. يأسر قلب الرجل ويجعله يكرر التصرف الذي ولَّد
الشعور السار!.. والرابح في الحاليين الطرفان معا.. المرأة الرقيقة تظفر
بالهدايا والمفاجآت السارة والكلمات الحلوة الجميلة.. والرجل يظفر بفرح
امرأته والتماع عينيها بالسعادة والجذل والسرور.. وهذا يترع قلبه
بالابتهاج والحبور.. فيصبح الزواج سعيدا والبيت منشرحا والفرح ثالث
الاثنين.
( المرح ..)
والمرأة ذات العواطف الرقيقة تحب
المرح وتعيشه وتجعله يصدح في البيت.. هي تكره التجهم وتحب الابتسام
طبيعة.. والابتسامة هي أجمل مكياج في العالم.. ابتسامة المرأة تجعل ألوان
قوس قزح تملأ سماء البيت.. وتجعل قلب الرجل يتفتح ويحب هذه المرأة.. وتجعل
ثغره يبتسم لهذه المرأة الطيبة المنشرحة الباشة المسرورة بوجوده بقربها..
الشعور متبادل!! الرقة تلد الرقة.. والابتسامة تجلب الابتسامة.. والمرأة
المرحة تشيع المرح في جو البيت، وفي قلب الزوج.. وتنعشه وتنشطه وتنسيه
هموم الحياة..
المرأة الرقيقة مرحة بطبعها..
ضحوك.. تسمع أي طرفة من زوجها فتضحك من قلبها.. وتلحظ أي أمر يبعث على
المرح والانشراح.. فتطلق عصافير المرح هنا.. وهناك.. وتبعث عطور البهجة
والانتعاش في أجواء البيت.. المرأة العابسة عواطفها متحجرة، وهي التي قال
عنها المصريون:
"وجهها يقطع الخميرة من البيت".
( الوداعة )
تملك المرأة قلب زوجها بالوداعة..
والوداعة صفة جامعة تعني الموافقة،
والموافقة هي الحب.. وتعني الخضوع الراضي اللذيذ الصادر منها لا من أوامر
أو قهر أو جبروت.. الخضوع الذي تحبه ويلذ لها وتريده وتسعد زوجها به
وتمارس أرق أنواع أنوثتها حين تقدمه لزوجها راضية مختارة..
المرأة الرقيقة وديعة لا تعرف
العناد والجدل العقيم..
الذي يعرف ذلك المرأة (النكدة) ذات
الجلافة والنفور..
( الأناقة )
وهذه ليست صفة خارجية رغم أنها
تمثل فساتين وملابس ترتديها المرأة.. الأناقة صفة من الداخل أولا.. تنبع
أساساً من رقة العواطف وحلاوة المشاعر وعذوبة الذوق.. الأناقة تنبع من
الروح أولا.. ورقة عواطف المرأة تجعلها تعشق الأناقة.. حتى وهي في ملابس
البيت تبدو أنيقة حلوة المظهر.. وهي تنجذب إلى الأشياء الأنيقة انجذاب
الفراشة للزهور الجميلة.. أما المرأة الثقيلة العواطف فهي بحمد الله أبعد
ما تكون من الأناقة حتى لو اشترت (بغالي الأثمان) ذلك بأنها مبعدة عن
الذوق!
( الحنان )
إذا كان الجمال هو الذي يثير الحب
فإن الحنان هو الذي يصون هذا الحب.. أن الحنان يتقاطع مع الرحمة ولكنه
يختلف عنها.. الرحمة يثيرها موقف.. والحنان يستوطن قلب المرأة الرقيقة..
ويتجلى في كلماتها ونظراتها وصوتها.. وصوتها خاصة.. أن الصوت المليء
بالحنان يهدهد أعماق الرجل ويمنحه الطمأنينة والرضا ويبعث فيه حب الالتصاق
والاقتراب..! أن الصوت الأنثوي الحنون ماركة مسجلة للمرأة الرقيقة.. إن
كل النساء ـ عدا الشاذات ـ لديهن بعض حنان.. المرأة الرقيقة وحدها تجد أن
صوتها محمَّل بهذا الحنان، كما تحمَّل الزهور الطبيعية بالعطر والرحيق..
انه نداء عاطفة وأصداء روح وعربون مودة واتفاق..
إن الحب روح في جسدين فما أسعد
الرجل الذي تعيش روحه في جسد آخر مليء بالرقة والحنان!
( الأحلام )
رقة العواطف في المرأة أو الرجل
معاً تتمازج مع الأحلام وتعشقها عشق الشعر للجمال، والمرأة ذات العواطف
الرقيقة الحلوة صديقة للأحلام، تحلم لنفسها ولحبيبها، وتعيش لتجسيد تلك
الأحلام، وتجد سعادتها في إسعاد حبيبها، وفي الحلم له، وفي التحليق
بحياته، وتحقق ذاتها بذلك، وتروي رقيق عواطفها بهذا البذل الجميل.
المرأة الرقيقة تحمل حقائبها
وتسافر.. كلما حققت لحبيبها حلما سافرت مع آخر.. حتى الأحلام التي ليس لها
محطات في دنيانا تمنحها المزيد من الرقة والشفافية والشاعرية فتصبح هي
بنفسها حلماً يتحقق وأي حلم؟! في الواقع هو أجمل الأحلام.
المرأة الرقيقة هي وحدها التي ولدت
مع الحب في ليلة ربيعية قمراء.. توأمين جميلين.. أينما نرى الحب نشتاق
لتلك المرأة.. وأينما نرى تلك المرأة نشعر بالحب
اتمنى ان يعجبكم
الموضوع
تحياتيـ[/size][/b]