الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
الأمر بالمعروف :هو الترغيب فى ما ينبغى عمله أو قوله طبقا ًللشريعة والنهى عن المنكرهو :الترغيب فى ترك ما ينبغى تركه أو تغيير ما ينبغى تركه طبقا للشريعة ،فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الفرائض اللازمة على الأمة ،لأن ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يجعل المعصية تتفشى وتستعلن، والمعاصى كالجراثيم تقضى على الأمم وتعوق حضارتها وتمنع مسيرتها نحو التقدم.
وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم أن الأمة متكافلة فى هذا الأمر فقال "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم أستهموا على سفينة، أصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين فى أسفل السفينة إذا أرادوا الماء فقالوا، لو أنا خرَقنا فى نصيبنا خرْقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ولو أخذوا على أيديم نجوا ونجوا جميعا ً" .روه البخارى
وهو من فروض الكفاية إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين، ولو تركوه أثمت الأمة كلها .وهذا الواجب الكفائى لايكون إلا على القادرين عليه ممن تقع عليهم مسئولية التغيير بالقوة أو اللسان وهو ليس مقصورا على طائفة العلماء وحدهم فالرجل العادى أيضا وجب عليه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وذلك من منطلق قول النبى صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة) قلنا لمن يارسول الله؟:قال"لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" يتساوى ذلك الرجل والمرأة قال الله تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" التوبة 71" وربما ادعى بعض الواهمين عدم وجوب "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"مادام مستقيما على أمر الله،لايضره من غوى اذا رشد وربما تذرع بقوله تعالى:"ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل اذا اهتد يتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" ولكن للرد على هذا الزعم فى تفسير الآية الكريمة رواية أبو داود والترمزى وغيرهما عن قيس قال:خطبنا أبو بكرالصديق رضى الله عنه فقال أنكم تقرؤن هذه الآية وتتناولوها على غير تأويلها،وأنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب من عنده"قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح." وقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه:من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد حق الله فيها وهو:"تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" ومراتب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من واجبات الأمة العليا وفرائضها الكبرى العامة الشاملة التى يمكن أن يأخذ كل فرد فيها بحظه ونصيبه ..كل فرد على قدر مكانته ووظيفته والقيام بهذا الواجب والنهوض بهذه الفريضة قائم على التكافل الإجتماعى ويرى العلماء أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكرعلى ثلاث مراتب مذكورة فى الحديث الصحيح الذى رواه الإمام مسلم بسنده:عن أبى سعيد الخدرى عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه فإن لميستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" فالأمر بالمعروف باليد على الأمراء ، وولاة الأمور،وباللسان على العماء وبالقلب على عوام الناس.ونعرض هنا كيف يكون التغيير بالقلب؟ كأن يوجد الإنسان فى مجلس تنتهك فيه حرمة من حرمات الله فإن لم يستطع التغيير باللسان فإذا لم يترك هذه المجاس الآثمة فإنه يكون شريكا لهم فيما يرتكبونه قال الله تعالى:"وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع النافقين والكافرين فى جهنم جميعا".النساء140