امرنا الرسول الكريم باعتزال فرق السوء حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث حذيفة رضي الله عنه ( ..... تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال " فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
الحقيقة بعد ان خلت القلوب من حب الجماعة و كره الناس بعضهم و تحاقدوا فان خير المنازل هو منزل الابتعاد عن قوم اسودت قلوبهم فتباغضوا و تحاسدوا و فوق هذا و ذاك تجدهم مفترين يحرفون الحق عن موضعه فانّا يؤفكون قوم ادعوا ابيضاض القلوب و يشهد الله على القلوب و قد قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ )
إن قيام الليل، صيام النافلة، حب المسلمين، موادتهم وتراحمهم فيما بينهم، عدم خذلانهم، عدم تتبع عوراتهم حتى تظهر الأمة الإسلامية يداً واحدة حتى ترهب أعداء الله عز وجل. والظهور بمظهر الوحدة أمر مقصود من الشارع الحكيم حتى يهابه الكفار، وتكثير سواد المسلمين أمر نص عليه e
عندما نترك اشخاصا يزعجوننا و نبتعد يحسب الناس انه الضعف قد ألم بنا انما هي القوة من تدفع الانسان ليبتعد عن مشاكسة ابناء دينه و ليبقى يظهر ابناء الدين الواحد على خير ما يرام اما الناظر من الكفار و في هذه الايام انزاح من قلوب الناس منهج الولاء و البراء منهج ود المسلم مهما كانت بيننا و بينه مشكلات و نرى من جرائر هذا احقاد و عداوات بين ابناء الدين الواحد تباغض و سواد قلوب حتى اننا نجد البعض يستعين على اخيه المسلم و اخته المسلمة بمشرك او كافر و كأنما القلوب عميت حتى بات المسلم و المسلمة و المشرك و المشركة سواسية باعين البعض خاصة في لحظات المشاحنة و نسي القوم من هم و من يكونوا و حاق بهم سوء التفكير و اتبعوا عقيدة العلمانيين و قال تعالى ]وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه[ (فاطر: 43).
فما الفرق اليوم بيننا و بين من اعلمنا الله عنهم من اليهود حيث قال جل جلاله ]وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ[ (المائدة: 64).
و بؤكد مقالي حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم (لتتبعن سنة من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع وشبرا بشبر حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم فيه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن إذا )
و فعلا ان الافعال لا تدلل على خير ابداً و لا تؤذن بعقيدة سليمة بل عقيدة هشة لا يتجاوز فيها الايمان الحناجر قال تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )
و فوق كل هذا نجد من يحاول ان يظهر لنا انه مسلم او انه مهتم بالديانة او ... او ... او .. الخ مع انك ترى زيدا مدعي حب الدين يترك أي حديث بالدين لان عمراً يتحدث هناك و كان الدين صار لعمر هذا .... فاي ديانك يتبجح بها هؤلاء ام هم يمنون بإسلامهم (مُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
و رحم الله من قال : نحن نعدم لأننا نقول : لا إله إلا الله وأنتم تأكلون خبزاً بلا لا إله إلا الله.
إذاً: هنالك لا إله إلا الله تطعم الخبز وتملأ الجيوب وتنفخ البطون، وهنالك لا إله إلا الله تميط الرقاب من فوق أجسادها وتطيح بالأعناق من فوق نفوسها.
وإن الذين يظنون أن الجاهلية هي جاهلية العرب قبل الإسلام وحدها فهو قد اخطا فلينظر إلى ما نحن فيه :
1- الحجاب :
لن اتكلم هنا عن الحجاب و شرعيته و لا عن جلباب المسلمة و لا عن ما هو واجب مما هو غير واجب لان هذا قد تكلمت عنه كثيرا و فيه حوارات ندمت عليها اشد الندم ( كذا لا يجتبى من الشوك العنب ) المهم :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ) سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال , ينزلون على أبواب المساجد , نساؤهم كاسيات عارياتعلى رءوسهن كأسنمة البخت العجاف , العنوهن فإنهن ملعونات , لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم )
لا اريد الاطالة انما هل نظرنا الى الحجاب الجديد حاليا و الشيء الغريب الذي يضعونه داخل الحجاب لتكبير الراس و جعل الحجاب يبدو فعلا و تماما كانه سنام البخت ؟؟؟
و اما كاسيات عاريات فان شرحي لها سيكون من السخف كلنا يرى البنطال الديق و ما فوقع من رداء ديق ايضا و يعلوه حجاب البخت ... و الله اعلم
2- غربة الاسلام :
إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ و هو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها
كلنا يعلم غربة الاسلام اليوم غربته عن اهله او بالاحرى غربة اهل الاسلام عن الاسلام كانت الغربة الاولى عند البعثة فكان الاسلام هو الغريب عن اهل تلك البلاد و عن شعبها فانهم لم يرسل فيهم رسول قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم لذا فقد كان الاسلام غريبا عليهم فقد قال تعالى (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ) و اما اليوم فان الاسلام صار بغربته الثانية حيث ا ناهل الاسلام هم الغرباء عن الاسلام فلو اتيت احدهم اليوم و قلت له ان منهج الاسلام كذا و كذا لقال لك مستغربا أهذا الاسلام !! اليوم بات من الضروري نشر الاسلام بين اهله و تعريف اهل الاسلام بالاسلام .
لذا قد يتوجب علينا الضرب بالارض ان صمت اذان قوم عنا الى قوم اخرين فقد نبلغ يوما من الرسالة شيئا لقوم يوقنون فلا يجب على مسلم لديه من العلم شيء ان يبقى يخاطب الاقوام الذين صموا الاذان عن قوله فعسى الله ان يهبه خيرا منهم و يصبحوا على ما فعلوا صاغرين .
تمت بعون الله و انتهت .... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك
جفت الأقلام و رفعت الصحف