متى سأملأ وقتي بمناجاتك و أستغل كل لحظة لأتقرب من جلالك
متى أبدأ بتخفيف ميزاني من أوزاري
و أثقله بحسنات أنير بها درب أيامي
متى سألتقيك و أستحضرك بنفسي
متى سأفهم بأن للحياة نهاية مرتقبة
متى سأتذكر وحشة قبري من دون صالحات أعمالي
متى سأتذكر وقوفي بين يديك و سيري على صراتك
متى سأحفظ كتابك و أتبع خطى حبيبك
متى..متى ..متى
هي أسئلة من غير علامة استفهام
فلنطرحها على أنفسنا
و لنجب عنها في الحال
لأن دوام هذا الحال هو من المحال
فإما جنة و إما نار
متى سأتذوق حلاوة الإيمان و أنا أخاطبك
متى ستفيض عيني و أنا أرجوك و أتذللك
متى سأجعل آخرتي أول همي و دنياي آخرها
يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي , فأستغفر الله ألف مرةٍ أو
أكثر أو أقل , فيفتحها الله علي .
{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً } .
إن من أسباب راحة البال , استغفار ذي الجلال .
رب ضارة نافعة , وكل قضاء خير حتى المعصية بشرطها .
فقد ورد في المسند : " لا يقضي للعبد قضاء إلا كان خيراً له "
قيل لابن تيمية : حتى المعصية ؟ قال نعم , إذا كان معها التوبة
والندم والانكسار .
{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر
لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً } .
قال أبو تمام أيام السعود وأيام النحس :
مرت سنون بالسعود وبالهنا <> فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها <> فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها <> فكأنها وكأنها أحلام
{ وتلك الأيام نداولها بين الناس }
{ كأنها يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحها } .