أمي صليت الفجر مع رفاقي وقرأتُ وردي القرآنِ
ارتحت تحت الزيتونة الكبيرة ثم ركضت مع الصبيانِ
كانت أم أحمد هناك حيتني أنا ورفاقي بتحية الإسلامِ
جلست ترقبنا على مضض تتذكر يوم استشهد ابنها في شهر نيسانِ
رأيتها تمسح دمعة على خدها جرت.. ما جفت مع الأزمانِ
وكأني رأيتُ في عينيها أشجار وطني وحدائقه بل أمطاره تجري في الوديانِ
قدمت إلينا زعترا وزيتونا وبعضا من عصير الرمـــــانِ
ابتسمت وقالت أبنائي هـــذا حصاد أرضنا خير البلدانِ
وفجأة !! لم ألمحها كأنما اختفت في ثـــوانِ!
وسمعت صرخة من عمار انطلقت تنادي باسم عدنانِ
وتوغلت دبابات العدو أرضنا بلا استئذانِ
وأدركتُ أن لا رحمة في قلوب جيش العدوانِ
نزفت جـــــراآآآح الصَحـبِ لتخط سطورا بلا عنوانِ
وفاضت روح أم أحمد تاركة خلفها دارها وابنها عثمــانِ
ورأيتُ عدونا يضحك ويقطع شجر البستانِ
فعلمت أن حربا قد قامت في أوطاني
حربٌ يعامل فيها المظلووم كــالجــاني
حربٌ قاوم فيها شعبي وارتسم النصر في الأذهــانِ
حربٌ طغى فيها لون دماء الأطفال على لون الزهر الأرجوانِ
ورأيت شعبي يرحل إلى سوريا ولبنانِ
كأنما كتب عليهم الشتات ورُضي لهم بالهوانِ
ودعت أصدقائي ووقفتُ ادعو لهم بالـغفرانِ
وعلمت أن عــــليَ أن أجـــــاهد حتى تعود فلسطين وتعود أوطاني
سنفديكي بلاادي إذا عز الفدا بالروح والأبدانِ
وحملت سيفي .. وهكذا انتهت رحلتي أماه مع خلاني