نتقد الديبلوماسي السابق وأستاذ العلوم السياسية عبد الله الأشعل تعاطي الديبلوماسية المصرية مع الحصار المفروض على قطاع غزة ومع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تدير شؤونه.
وأكد الأشعل في تصريحات لوكالة قدس برس يوم الثلاثاء (29-6) أن القاهرة شريك أساسي في حصار غزة، وأنها طرف منحاز للرئيس محمود عباس بما يحول بينها وبين إنجاز أي مصالحة فلسطينية، وقال: "موضوع غزة في مصر له شقان: الأول هو معبر رفح المرتبط بالحصار المفروض على قطاع غزة، والذي تساهم فيه مصر عبر إغلاق المعبر، وقد أخلصت مصر بالفعل في تعاملها مع "إسرائيل" في هذا الشأن على الرغم من كل التحذيرات، وقد أوجد الخلاف بشأن المعبر مشكلة لمصر مع "حماس"، بعد أن ربطت القاهرة بين فتح المعبر وتحقيق المصالحة".
واستبعد إمكانية التوصل إلى مصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، وقال: "رأيي أن المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" لن تكون، فالفرق بينهما شاسع، وكل منمهما له مشروعه الخاص. فحركة "حماس" لها مشروع قومي إسلامي لتحرير فلسطين ولا تعترف بالكيان الصهيوني، بينما محمود عباس لا بقاء له إلا في حضن الاحتلال".
وحول ملاحظات "حماس" على الورقة المصرية قال "إنها ملاحظات حقيقية، وإذا استجابت القاهرة لها فستكون محايدة، والحياد بالنسبة لمصر غير مسموح به الآن، ولذلك تربط مصر بين فتح معبر رفح وتوقيع المصالحة على مذهب محمود عباس، ومن هنا أستبعد امكانية المصالحة في الوقت الراهن".
واستغرب الأشعل سلوك مصر تجاه "حماس"، وقال: "أحيانا يستغرب المرء سلوك الديبلوماسية المصرية، كيف تتصدى الخارجية المصرية لتصريحات قيادات في حركة "حماس"؟ هذا خطأ ديبلوماسي كبير. كان على الخارجية المصرية أن تستدعي قيادات من "حماس" وتبلغها احتجاجها على أي تصريحات، لكن أن يصل الأمر إلى تلاسن عبر الإعلام، فهذا غير معقول ومصر كبيرة ما كان لها أن تصغر.
وأضاف أنا لا أفهم حقيقة سر هذا العداء لـ "حماس"، فتهمة أن "حماس" من الإخوان المسلمين غير مقنع لأن الإخوان جزء من الحياة السياسية في مصر، لكن ربما لأن مصر لم يعد لها من القضية الفلسطينية غير ملف المصالحة بعد فقدان الأمل في اتمام صفقة شاليط عبرها".
انشر المقال