الهدف من الخطبه :
كيف نستغل الإجازة الصيفيه فى تربية أبنائنا
عناصر الخطبه :
1 – الأجازه الصيفيه وخطورة الفراغ
2 – وصايا لقمان لابنه
3 – مقترحات للأبناء لقضاء أجازه مفيده وسعيده
أحمدك ربنا حمد الشاكرين وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لاشريك له القائل فى كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}1 قال بعض السلف: "إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا؛ فأرع لها سمعك؛ فإنه إما أمر تؤمر به، أو نهي تنهى عنه"
وهذا الأمر من الله من أعظم الأوامر لعباده؛ إذ تظهر فيه رحمة ربنا - سبحانه - لعباده، ولطفه بهم، وأنه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم؛ لذا قال علي - رضي الله عنه - في تفسيرها: "علموا أهليكم خيراً"، وقال مجاهد: "أوصوا أهليكم بتقوى الله"، وقال قتادة: "مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصيته"
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه وسلم القائل ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته. ) البخاري (853، 2416، 2419، 2600، 4892، 4904، 6719)، مسلم (1829)، أبو داود (2928)، الترمذي (1705)، أحمد (2/5، 54). )
فالرجل راع ومسئول عن رعيته وهم زوجته وأولاده نذكر بهذا الأمر لخطورته فى هذه الأيام وخاصة أننا على مشارف الأجازة الصيفيه والتى يضع كلا من الآباء والأبناء تصوره لقضاء هذه الأجازه فالآباء يتصور الأجازة فرصة لحفظ القرآن وتعلم مهاره أو حرفه ومن الىباء من يجدها فرصة للتحرر من مسؤليتته تجاه أبنائه وترك الحبل على الغارب للاولاد يسهرون ويلهون ويلعبون ويجلسون الساعات العديده أمام التلفاز أو الكمبيوتر أو الشبكة العنكبوتيه وقد تفرح الأم لانشغال البنات والأولاد عنها بالكمبيوتر والنت و. وللأولاد تصورهم الخاص لقضاء الأجازه وقد القوا عن عاتقهم هم المذاكره والإمتحانات فيروا أن من حقهم أن يلعبوا ويلهوا ويسهروا ويصادقوا من يشاءوا والحكمة المطلوبة من الآباء كيف تتلاقى رغبات الأبناء مع تصور الآباء لقضاء الأجازه .
خطورة الفراغ :
ليس هناك خطر يداهم شبابنا وبناتنا كم يداهمهم الفراغ ذلك أن الفراغ مفسدة
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أية مفسدة
فإذا أردت أن تعرف قيمة الأمة ومدى اهتماماتها فانظر إليها في وقت فراغها ماذا تفعل
وخطورة الفراغ تكمن فى أنه :
1 - يورث الملل والضجر
2- يورث الكسل
3- يورث الأخلاق السيئة
4- يورث البحث عن طرق لإضاعة الوقت
5 - يورث المعصية
أيها الإخوه المسلمون : أمر حين عودتى إلى بيتى ليلا على مقاهى النت ( السيبر ) فأجدها مزدحمة بالصبيان فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانويه والجامعه وأمر فجرا فأجدهم لايزالون يجلسون فى أماكنهم فأسأل نفسى أين آباء هؤلاء ؟ أين أمهاتهم ؟ ألم يذكروا قول نبيهم صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) وأتألم لحال شبابنا واهتماماتهم وأتذكر قول الله عز وجل ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) فهؤلاء الصبيان يضعون أقدامه على طريق الإنحراف وانحرافهم سيصيب كلا منا ولن ينجوا منه أحد فهلا تحركنا جميعا لنتناصح كيف نوجه ونربى أبناءنا
تفكرت ونظرت فلم اجد ماننصح به أنفسنا وإخواننا خير من موعظة لقمان لا بنه ونعلم أن لقمان وابنه ماتوا ولقوا ربهم ولكن الله جعلها وصية خالده قرآن يتلى نتعبد إلى الله بتلاوته وسمى السورة باسم لقمان عليه السلام وتكفل بحفظه حتى تصل إلينا فننتفع بها فى تربيتنا لأبنائنا فلنعش فى ظلال هذه الآيات البينات من سورة لقمان
وصية لقمان الحكيم لابنه
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13)وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(15)يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(16)يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ(17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(18)وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(19)}.
هاهو لقمان عليه السلام يعظ ابنه فهل نعظ أبنائنا وكيف نعظهم وبما نعظهم فهيا بنا لنعلم ونتعلم من القرآن الكريم كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? الله -عزّ وجلّ- في أول هذه الآية يبدأ بِذِكْر أول وصية أَوْصَى بها لقمان ابنه، ولا شك أن الإنسان إذا أراد أن يوصي بشيء يهتم في هذه الوصية، بالشيء الذي يوصي به؛ لأن عنده شفقة وعنده رحمة على من يوصي له، فما بالك إن كان هذا الذي يَوَدُّ أن يوصي إليه الإنسان هو ابنه وَفَلْذَةَ كَبِدِه، لا شك أنه سيقدم إليه أفضل ما يجب، وأنفع ما يراه مناسبا له، وهذا ما فعله لقمان -عليه السلام- قَدَّمَ لابنه وصايا عظيمة نافعة، تشتمل هذه الوصايا على جوانب ثلاثة:
الجانب الأول: الجانب العَقَدِي.
الجانب الثاني: الجانب العِبَادي.
الجانب الثالث: الجانب الأخلاقي.
ثم انظر رحمنى ورحمك الله ماهية وكيفية النصيحه حيث نرى لقمان ينادى ابنه بأحب النداءات وألطفها إلى قلبه ( يابنى ) مما يجعله غكثر استعدادا لتلقى الموعظه وتقبلها فلنحذر النداءات الأخرى التى توغر الصدور وتنفر الأبناء .
الوصية الأولى :
بدأ رضي الله -تعالى- عنه بأهم هذه الجوانب على الإطلاق ألا وهو الجانب العَقَدِي الذي يتعلق بإفراد رب العالمين -سبحانه وتعالى- بالوحدانية، وعدم الإشراك به -جَلَّ في عُلاَه- ولذلك كانت أول وصية وَصَّى بها لقمان ابنه قائلا: ? يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? ما الشرك؟ الشرك كما فَسَّرَه أهل العلم وعلى رأسهم نبي الهدى والرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين وغيرهما: (أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك)، الشرك أن يجعل العبد لله شريكًا أو شبيهًا أو نظيرًا أو مساويًا، يعبده كما يعبد الله، أو يصرف له بعض أنواع العبادة من دون الله أو مع الله -تبارك وتعالى- الشرك خطير، وضرره خطير، وهو أخذ حق الله -عزّ وجلّ- ومنحه لمن لا يستحق من المخلوقين المربوبين لرب العالمين -سبحانه وتعالى- وهو أعظم ذنب خالف فيه العبد ربه -سبحانه وتعالى- ومولاه، أعظم ذنب على الإطلاق يقع فيه الناس هو الشرك بالله -تبارك وتعالى- لأن الشرك -كما ذكرت- هو أن تأخذ حق الله -عزّ وجلّ- الخالص الصافي الذي يجب أن يكون له وحده، ثم بعد ذلك تضعه أو تعطيه لغير الله -تبارك وتعا لى- ولذلك فالشرك من أعظم الذنوب على الإطلاق،
فأول وصية وموعظة إخوانى فى الله هى أن تعلم ولدك معنى لا إلاه إلا الله و تعلمه أن لا يسجد إلا لله وأن لا يخاف إلا من الله وأن لا يطلب إلا من الله وأنه إن فعل غير ذلك فهذا هو الظلم العظيم لنفسه ووالديه ووطنه وأمته لأن الذى يشرك بالله ولايخاف من ربه ولا يراقبه فمن السهل عليه أن يغش فى بيعه وشرائه وصنعته من السهل عليه أن يختلس ويرتشى ويأكل أموال الناس بالباطل من السهل أن يعق والديه ويقطع رحمه ويأكل ميراث أخواته ولعظمة الأمر وخطورته كانت هذه أول وصيه .
ثم كانت الوصية الثانيه بعد وحدانية الله الوصية بالوالدين:
{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ} أي أمرناه بالإِحسان إِليهما لا سيما الوالدة {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} أي حملته جنيناً في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفاً على ضعف، من حين الحمل إِلى حين الولادة، لأن الحمل كلما ازداد وعظم، إِزدادت به ثقلاً وضعفاً {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} أي وفطامه في تمام عامين {أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} أي وقلنا له: اشكر ربك على نعمة الإِيمان والإِحسان، واشكر والديك على نعمة التربية { إِلَيَّ الْمَصِيرُ} أي إِليَّ المرجع والمآب فأجازي المحسن على إِحسانه، والمسيء على إِساءته، { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} أي وإِن بذلا جهدهما، وأقصى ما في وسعهما، ليحملاك على الكفر والإِشراك بالله فلا تطعهما، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق {فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أي وصاحبهما في الحياة الدنيا بالمعروف والإِحسان إِليهما -ولو كانا مشركين- لأن كفرهما بالله لا يستدعي ضياع المتاعب التي تحمَّلاها في تربية الولد، ولا التنكر بالجميل
فأمر الله عز وجل بالمصاحبه بالمعروف للوالدين إن كان كافرين بالله ولم يجعل كفرهما مبررا لإيذائهما فما بالنا لو كان الأبوين مؤمنين موحدين لله فالبر والمعروف أولى وأوجب والعقوق إثما وذنبا عظيما .
الوصية الثالثه :
{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} أي واسلك طريق من رجع إلى الله بالتوحيد والطاعة والعمل الصالح {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي مرجع الخلق إِلى الله فيجازيهم على أعمالهم،
فلقمان عليه السلام يربى ولده أنه لا يستطيع أن يعيش وحده ولكنه لابد أن يكون أجتماعيا له صحبه وكذلك يجب أن نربى أبنائنا يجب أن يتكون لهم صحبة فى مدارسهم فى جامعاتهم ومؤسساتهم التى يعملون بها ز ولكن ماهى مواصفات هذه الصحبه {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} فليصاحب الذين أنابوا إلى الله العابدين له الملتزمين بقرآنه وسنة نبيه الذين يخافون ربهم ويفعلون ما يأمرهم به وينتهون عن ما نهاهم عنه .
الوصية الرابعه :
قال تعالى {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} أي يا ولدي إِن الخطيئة والمعصية مهما كانت صغيرة حتى ولو كانت وزن حبة الخردل في الصغر {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} أي فتكن تلك السيئة -مع كونها في أقصى غايات الصغر- في أخفى مكان وأحرزه، كجوف الصخرة الصماء، أو في أعلى مكان في السماء أو في الأرض يحضرها الله سبحانه ويحاسب عليها، والغرض التمثيلُ بأن الله لا تخفى عليه خافية من أعمال العباد { إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} أي هو سبحانه لطيف بالعباد خبير أي عالم ببواطن الأمور
ما أعظمها من وصية وما أحوجنا أن نربى أبنائنا عليها . أن نربيهم على مراقبة الله فى السر والعلن وأن الله مطلع عليهم ناظر إليهم وشاهدهم فى خلوتهم وجلوتهم .
هذه التربيه التى تحفظ وتعصم أبنائنا من ذنوب الخلوات ومن الإنحراف السلوكى والأخلاقى فياله من مجتمع طاهر الذى يتربى أبنائه هذه التربية الغيمانية الطاهره .
هذه التربيه هى الحل الوحيد للقضاء على الإنحراف السلوكى والأخلاقى . والقضاء على الغش والرشوة والإختلاس .
الوصية الخامسه :
{يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ} أي حافظ على الصلاة في أوقاتها وبخشوعها وآدابها فى بيوت الله تتراص أقدامهم عبادا لله مخلصين له وحده لا شريك له .
يقيم الصلاة التى تنهاه عن الفحشاء والمنكر .
يتعلم من الصلاه وما يسمعها فيها من قرآن أن الإسلام داخل المسجد وخارج المسجد فهذه آيات تتحدث عن البيع والشراء وهذه عن الدين وتلك عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتلك عن قتال الأعداء وعقد المعهادات وهذه عن حقوق الازواج والأبناء وهكذا يفهم دينه الفهم الشامل الصحيح .
الوصية السادسه :
{وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} أي وأمر الناس بكل خير وفضيلة، وانههم عن كل شر ورذيلة {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} أي اصبر على المحن والبلايا، لأنَّ الداعي إِلى الحق معرَّض لإِيصال الأذى إِليه، {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} أي إِن ذلك المذكور مما عزمه الله وأمر به، قال ابن عباس: من حقيقة الإِيمان الصبر على المكاره،
يالها من وصية عظيمه تربى الأبناء على الإيجابيه وتقتل فى نفوسهم السلبية البغيضة المهلكه للنفس وللمجتمع .
يابنى لتكن إيجابيا فى مدرستك وجامعتك ومعهدك العلمى ولتشارك فى الأنشطة النافعة لنفسك وزملائك ووطنك وإياك أن تسكت عن منكر تراه ولتنهى عنه بأخلاق المسلم وأدب النصيحه وإياك أن تبخل على زملائك ومن فى محيطك بمعروف تأمر وتنصح به.
ما أحوج الذين يأمرون وينصحون أبنائهم بالسلبية ( والمشى بجانب الحيط ولو استطاعوا لأمروهم بالسير داخل الحيط ) نقول ما أحوج هؤلاء لهذه الموعظه الربانيه .
الوصية السابعه :
{وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} أي لا تمل وجهك عنهم تكبراً عليهم، قال القرطبي: أي لا تمل خدك للناس كبراً عليهم وإِعجاباً، وتحقيراً لهم، وهو قول ابن عباس {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} أي لا تمش متبختراً متكبراً {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} تعليلٌ للنهي أي لأن الله يكره المتكبر الذي يرى العظمة لنفسه، ويتكبر على عباد الله، المتبختر في مشيته، والفخور الذي يفتخر على غيره، ثم لما نهاه عن الخُلُق الذميم، أمره بالخُلُق الكريم فقال {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي توسَّط في مشيتك واعتدل فيها بين الإِسراع والبطء {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} أي اخفض من صوتك فلا ترفعه عالياً فإِنه قبيح لا يجمل بالعاقل {إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} أي إِن أوحش الأصوات صوتُ الحمير فمن رفع صوته كان مماثلاً لهم،وأتى بالمنكر القبيح، قال الحسن: كان المشركون يتفاخرون برفع الأصوات فرد عليهم بأنه لو كان خيراً لفضلتهم به الحمير،
ما أعظم أن نربى أبنائنا على هذه الوصايا القرآنيه الربانيه وما أسعد أبنائنا فى دنياهم وآخرتهم وياله من مجتمع طاهر سعيد الذى سيعمروه بالإيمان وقيم القرآن وأخيرا أخى المسلم :
أسوق إليك بعض المقترحات من أجل اجازة صيفية سعيدة لأبنائنا تضع أقدامهم على سلم الإبداع والنجاح .
1- حفظ القرآن وذلك بالإشتراك بالكتاتيب ومدارس القرآن فى المساجد والجمعيات إن الشاب الذي يشغل وقته في مقتبل شبابه بحفظ القرآن، ينصرف عما يعصف بأمثاله من الشهوات والمغريات، فيكون حفظاً لدينه واستقامته، فعن عثمانَ بن عفانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ» رواه البخاري.
2- دورة رياضيه وذلك بالإشتراك فى أحد النوادى الرياضيه فى لعبة مثل كرة القدم يتعلم منها روح العمل الجماعى أو لعبة الكراتيه أو السباجه أو غيرها من اللعب المفيده
فالرياضة تجدد البعد النفسي , وتفرغ الطاقات الفائضة عند الشباب , وهي بدورها تلعب دورا مهما في تناسق نمو جسد الأطفال
ولقد صارع النبي صلى الله عليه وسلم ركانة فصرعه , وسابق عائشة فسبقته مرة وسبقها مرة
فالرياضة انبعاث للحياة من جديد , وتجديد للفكر وطرح للوهن والكسل
وقد ورد عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه :" علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"
ويقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الذي أخرجه مسلم: «المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير»
3 – تعلم حرفه وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم صناعات وحرف عديدة: ففي البخاري يقول رسول الله: " ما أكل أحدٌ طعاماً قَطُّ خيراً من عمل يده " (رواه البخاري، ح/1930).
وقد سئل رسول الله:" أي الكسب أفضل؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور" (رواه أحمد، ح/16628)
ومدح الزراعة قائلا " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة) ( رواه البخاري)
وقد حكى لى أحد الاصدقاء بأن ابنه كان لايقنع ولايتوقف عن طلب المال وكان يطلب اللعب والهدايا لا يهمه ثمنها المهم أن يتملكها وإذا ذهب لقضاء حاجه فلا يركب إلا التاكسى . يقول محدثى وبعد أن عمل فى مشروع لدى فى الأجازه وحددت له أجر شهرى بشرط أن لا يأخذ مصروفا منى فإذا به تنقلب سلوكياته بطريقة إيجابية فإذا اشترى فبحساب وإذا خرج فعلى قدميه أو بالمواصلات العامه وهكذا تعلم وأدرك قيمة الجنيه .
4 – دوره فى أحد اللغات
5 – دوره فى الحاسب الآلى
6 – وأخيرا الحرص على تناول وجبه على الأقل مع أولادك ولتكن جلسة الطعام كما تعلمنا من آبائنا جلسة متابعه من منكم حافظ على صلاته بالمسجد اليوم ؟ من منكم ساعد أمه باعمال المنزل اليوم ؟ وليستمع لحوارات الأولاد وألفاظهم فتقوم المعوج بلطف وحب وحنان
وأخيرا أخى المسلم سأسر لك بسر هل لاتغار من التلفاز ؟
إليك هذه الرساله التى بعث بها أحد الأبناء لأمه (سأطلب منك الليلة شيئاً خاصا جدا. أريدك ان تحولني الى جهاز تلفزيون،وأن آخذ مكان جهازنا في البيت، وان اعيش مثله بيننا، وان يكون لي مكان خاص بي وان تجتمع عائلتي حولي. وأن أعامل بجدية عندما أتحدث، وأن اكون مركزالاهتمام وألا اقاطع عندما اسأل، وان اتلقى العناية نفسها التي يحظى بهاالتلفزيون عندما لا يعمل لسبب أو لآخر، وان اتمتع برفقة والدي عندما يعودالى البيت مساء، حتى عندما يكون متعبا، وأن تتعلق بي أمي حتى وهي حزينة أومتكدرة، بدلا من عدم الاهتمام الذي القاه الآن.. كما أريد يا إلهي من أخي أن يتعارك من اجل ان يكون معي، وأن اشعر ان عائلتي بين الفترة والاخرى تترك كل شيء فقط لتقضي بعض الوقت معي، واخيرا اتمنى ان اجعلكم جميعا سعداء.. واتمنى ألا أكون قد بالغت في طلبي، فما اريده هو أن اعيش كجهازالتلفزيون
اللهم صلي على محمد و على آله و صحبة أجمعين اللهم بارك لنا في أولادنا و لا تضرهم و وفقهم لطاعتك و ارزقنا برهم* اللهم يا معلم موسى و آدم علمهم و يا مفهم سليمان فهمهم و يا مؤتي لقمان الحكمة و فصل الخطاب آتهم الحكمة و فصل الخطاب* اللهم علمهم ما جهلوا و ذكرهم ما نسوا و افتح عليهم من بركات السماء و الأرض انك سميع مجيب الدعوات* اللهم إني أسألك لهم قوة الحفظ و سرعة الفهم و صفاء الذهن* اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين اللهم حبب إليهم الإيمان و زينة في قلوبهم و كرة إليهم الكفر و الفسوق و العصيان و اجعلهم من الراشدين* ربنا هب لنا من أزواجنا و ذريتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما* اللهم اجعلهم من أوليائك و خاصتك الذين يسعى نورهم بين أيديهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون* اللهم اغفر ذنوبهم* اللهم طهر قلوبهم* اللهم حصن فروجهم* اللهم حسن أخلاقهم و املأ قلوبهم نورا و حكمة و أهلهم لقبول كل نعمة و أصلحهم و أصلح بهم الأمة* اللهم اجعلهم من حرس الدين و من الذاكرين و المذكورين و ألطف بهم يا كريم* اللهم علق قلوبهم بالمساجد و بطاعتك* اللهم اجعلهم حفظة لكتابك و دعاة في سبيلك للمساجد ومجاهدين في سبيلك و مبلغين عن رسولك صلى الله عليه و سلم . اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم أمواتنا وأموات المسلمين . اللهم ارحم آبائنا وأمهاتنا واجعل عليهم قبورهم روضة من رياض الجنه . اللهم لاتحرمنا من الدعاء لآبائنا وأمهاتنا ولا تحرمنا من دعاء أولادنا لنا حينما نكون تحت التراب والثرى . اللهم أعنا على تحرير مقدسات المسلمين واعنا على فك الحصار عن إخواننا المحاصرين فى غزه اللهم انك قلت و قولك الحق ( ادعوني أستجب لكم) اللهم هذا الدعاء و منك الإجابة و هذا الجهد و عليك الاتكال* اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و أدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار. و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبة أجمعين
