يحكى أن طاغية كان يحكم مملكته بالحديد والنار .. قاسيا لايراعى فى الناس الاّ ولا ذمة .. جبّارا لا يرحم احدا .. ظالما لا يعدل ابدا .. وقد اجمع الناس على بغضه وكراهيته .. واكنّ له الجميع العداوة والبغضاء فى قلوبهم .. ولكن لا احد يستطيع ان يبوح بما فى قلبه خشية البطش والقهر الذى سيصيبه ان اقدم على اعلان ذلك .. وكان لهذا الحاكم الظالم بطانة من أهل السوء يلتفون حوله ويعيشون على الفتات التى يلقيها لهم كما يلقى راعى الغنم فتات غذاءه للكلاب .. وهذه البطانة كانت على دين الحاكم وخلقه . فاذا رأوا ان سعادته فى القتل قتلوا .. واذا رأوا ان رضاه فى الظلم ظلموا .. ولو كان فى اهليهم او فى اقرب الناس اليهم .. فعلى قلوبهم غشاوة الظلم والطغيان .. فلا يفرقون بين قريب وبعيد او بين نافع وضار .. فهم يروا بعين حاكمهم ويسمعوا باذنه ويبطشوا بيده .. وهو لمصلحته وامنه وبقاءه يبادلهم الشعور ..وشاع امر هذا الحاكم وبطانته لدرجة ان حالهم لا يخفى على قاصى او دانى .. والغريب ان احد الصحفيين دأب على مدح هذا الحاكم .. ! والاطراء عليه ..! لدرجة انه يحيل بأسلوبه المساوىء التى اجمع الناس على سوئها الى محاسن وخدمات للشعب .. فروجع فى ذلك .. فلم يرد على لائم ولم يجيب سائلا .. ولكنه استمر فى اطرائه ومدحه للحاكم حتى تحول الصحفيون الى هذا الصحفى باللوم والسب والشتم والاساءة ونسوا الحاكم الظالم ..! حتى ملّوا من سبه .. ثم سألوه .. لماذا تمدح حاكما اجمع الناس على بغضه وكراهيته وظلمه ؟ فقال : لأزيدهم بغضا فيه وحنقا عليه .. فكلما ذكرته بالخير ايقظت الناس ونبهتهم الى مساوئه ..فاذا قلت انه عادل ذكرتهم بظلمه .. واذا قلت رحيم ذكرتهم بطغيانه .. واذا قلت عفيف وامين ذكرتهم بخيانته لشعبه وامته ..وبهذا يكون ظاهر عمل الصحفى شرا.. ولكن بعد التدقيق يتبين انه خادم لشعبه ولأمته .... فاذا اسقطنا هذا على الواقع الصحفى المصرى وتابعنا مقالات الاطراء والمدح التى تعج بها صفحات الجرائد ..واذا تابعنا الاعلام ورجاله .. وتابعنا برامجها وما فيها من ابداعات وانجازات وادعاءات .... فهل نرى فيها مثالا لذاك الصحفى ؟.. وهل هذه صورة مكررة لسياسته ؟ وهل يأتى هذا الثناء المتتابع اللامعقول برد فعل عكسى ؟ وهل هو مقصود .. ام لا ؟ لا أدرى .. وقد يماثل ذلك الصحفى الدنماركى الذى اساء للرسول عليه الصلاة والسلام بنشر رسوما وكلمات مسيئة لحضرته عليه الصلاة والسلام ..فقد نبه المسلمون للرسول ..وهم الجميع بذكر محامده واتباعه ..وقد يكون مثل ذلك ما ينشره الاعلام للأستاذ- جمال البنا ..فبدلا من ان تدعو الناس للانحلال الخلقى والسفور والاستهتار بالسنة والقبلات والسجائر للصائم أتت بنتائج عكسية .. فبحث الجمهور عن الأدلة من القرآن والسنة للاستفادة والاستزادة من الاسلام والدفاع عنه .. وقد يأتى هذا الهجوم السافر على الاخوان المسلمين وتزوير الانتخابات والأحداث ضدهم بالخير لهم ..فيأتى للاخوان بما اتى به حادث الافك للاسلام والمسلمين ....... وسواءا قصد الصحفى المادح فضح الحاكم الظالم ام لا .. فهو لا محالة ..سيزيد شعبه بغضا له وحنقا عليه .
والحمد لله رب العالمين